لله درك يا مكة ....يا أحلام الطفولة البريئة ، وذكريات الشباب ...
كم من مرة جلست أسترجع ذكريات شعابك القديمة المختلطة برائحة الهيل والقهوة العربية ..
وكم مرت بخاطري ذكرياتي مع والدي الحبيب رحمه الله وهو يعمل بجد وتمتمت في نفسي رحمك الله ورحم أجدادي على هذا الموروث القيم .
ولا أنسى ثقتك بي وأنت تدعوني لأكمل المشوار ، مشوار صناعة حلاوة أبو نار ، مشوار عمره 250عام من العطاء والتفاني .
كنت دائما تردد " بسم الله ...صلي على الحبيب .. وعلى بركة الله ..."
لا يزال صوتك مختزن في قلبي وعقلي .. وأنت تقول لي : بني تعال سأعلمك سر مهنة أجدادك وسيكون هو مفتاح نجاحك في المستقبل فقد رأيت فيك من العزيمة والصدق ما يؤهلك لحمل الأمانة وإكمال المسيرة ...
فكان له الفضل بعد الله عز وجل في الأخذ بيدي ووضعي على الطريق الذي سلكه أجدادي الكرام .
عندها أحسست بكبر المسؤولية الملقاة على عاتقي فأنا من سيحمل هذا الاسم الكبير والصنعة المتوارثة عبر الأجيال بكل إتقان وأمانة وخبرة طويلة ولا أنسى ترديده :
" التقوى مفتاح النجاح " الذي أصبح شعاري منذ رؤية والدي الذي ورث سر هذه المهنة وهو يعمل يد بيد مع بقية العاملين مشرفا بنفسه على كل شيء بدقة بدءا من النظافة العامة إلى تحضير الخلطات والتغليف إلى ما هنالك مما يتعلق بالمنتج كاملا .
كان يجوب الأمصار بحثا عن أجود المكونات الطبيعية غير عائبا بالتكاليف بقدر حرصه على توفير منتج طبيعي 100 % بدون أي إضافات أو مواد اصطناعية أو صبغات ملونة .
وبسم الله بدأت , وعلى الله توكلت , في إدارة أموري وكان من فضل الله على أن طورت هذه الصناعة بخلطات جديدة وبعبوات حديثة أساسها عراقة الماضي ولكن بلمسة معاصرة ، فكان منها حلاوة الزنجبيل والهيل والسمسم والمخصوص والمفروكة بما فيها من فوائد صحية وروحية عديدة .
وبدوري فأنني حريص جدا على تعليم أبنائي سر هذه الصناعة المتوارثة عن أبي و أجدادي وأولها تقوى الله .
سدد الله خطانا جميعا في خدمة وطننا الغالي وأبنائه البررة .